معركة المزرعة

سطورة ملحمة المزرعة

يروى أن شيخ الثوار سلطان باشا الأطرش كان إنسانا مؤمناً بالله والأرض والوطن، فارساً قويا رابط الجأش ذا شخصية متوازنة، قائدا مدافعا عن شعبه محبوباً مطاعاً ، بطلا لا يخاف.
و عن شدته وثباته في المعارك التي خاضها يروى أنه ما إن يبدأ قصف الطائرات الفرنسية التي تحمل جشع الرأسمالية الأوربية المتوحشة على الفرسان الثوار المدافعين عن بيوتهم ، عن نسائهم وأطفالهم ومالهم وأهلهم، حتى يأخذ كرسي القش ويجلس عليه، ينظر إلى الطائرات متحديا الإرهاب والموت دون خوف ، وما إن يراه الفرسان حتى يكبحوا جماح أحصنتهم التي اضطربت , ويعودون بها إلى ساحة المعركة تحت قيادته ملتمين للكر من جديد، يشعلون الأرض نارا وغضبا وموتا في وجه القوات الفرنسية الغازية.

وفي ملحمة المزرعة تجلت شجاعته في قيادة الثوار بأسمى معانيها ، ناشد رجاله وفرسانه الذين هبوا من كل قرى الجبل بأصلهم وبعروبتهم وبشرفهم للدفاع عن الحمى , وكان في طليعتهم يردد " لنطلب الموت توهب لنا الحياة".

كان عدد قوات الحملة الفرنسية ( 13,000 ألف ضابط و جندي ، مدججين بالدبابات والطائرات ) القادمة لتأديب الجبل والثوار بقيادة ميشو يفوق كثيرا بالعدد والعدة ما اجتمع من ثوار لصدهم ( 1200 فارس وحامل فأس أو بلطة أول يوم و4000 في نهاية المعركة) ، لكن شجاعة وعزيمة الثوار كانت أقوى بكثير ، كان عدد الشهداء كبيرا في اليوم الأول والساعات الأولى من المعركة ، لكن وما أن تقدموا بثبات مهاجمين والتحموا مع الأعداء، حتى شعر كل من حارب من الثوار آنذاك بقوة خارقة لم يعرفها من قبل، شعر بأنه يحارب وكأن الله سبحانه وتعالى أمده بقوى تحارب معه ، كان الثوار المجاهدون يهجمون على الدبابات ويقلبونها بأيديهم، وعلى المدافع يسدون فوهاتها بعماماتهم ويقتلون عناصرها، كانت سيوفهم ومناجلهم وفؤوسهم تقطع رؤوس الجنود الغزاة وتقسم أجسادهم ، حتى سحقوا الحملة الفرنسية بأكملها وطاردوا فلولها، وغنموا كل أسلحتها، وحققوا نصرا أرهب فرنسا ، وأرهب كل من نجا منهم. فقد قص الكثير من الناجين رؤى شاهدوها بأن مقاتل الجبل إنسان خارق له عدة وجوه وعدة أياد وعند معاركته لا يقاوم .

وتتابع الأوراق حكاية الأسطورة، بأن أرواح الشهداء في معركة المزرعة كانت هي التي تحارب مع الثوار وتشد على أيادي من حمل المناجل والفؤوس ، إلى إن تحقق النصر، فغادرت صاعدة إلى جنة الخلد. وعند باب الجنة وقف شهداء ملحمة المزرعة جميعهم يتوسلون رب العالمين أن يبعثهم إلى أرض الوطن من جديد للجهاد والدفاع عنه لحماية الأهل ووقف جرائم الحرب وغدر الغزاة المحتلين , ويقال بان الله سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم مستجيب الدعاء قد استجاب لهم وأعاد أرواحهم إلى قمم جبل العرب وجبل الشيخ ووهبهم بإرادته الحياة في الأرض من جديد.

وفي كل شتاء ومع تساقط الثلج على تلك القمم، تضفي طهارة أرواحهم على الثلج بياضه، وفي مطلع كل ربيع يذوب الثلج وتروي مياهه الصافية النقية أرض جبل العرب والجولان والشام والأردن و لبنان وفلسطين ، وتنبعث روح الحياة المتجددة في أوراق الشجر ، ومع سطوع شمس الجلاء والحرية في نيسان تطرح الأوراق عبير أرواح الشهداء محمولة في عذوبة نسمات الهواء الذي يتنفسه المولودون الجدد في كل عام لتنبض الحياة وحب الوطن والأرض فيهم ، ينتظرون صوت حفيف أشجار المزرعة و الجبل، وصدى صوت القائد يدعوهم من جديد ليكونوا حماة الوطن سورية في السلم والحرب.
إنها رواية أوراق شجر المزرعة التي روتها دماء الشهداء الأبطال تسمعها إذا أمسكتها بين يديك وأصخت السمع لهمساتها ونظر ت إلى عيني سلطان باشا الأطرش وكنت صافي الذهن والقلب مؤمنا بالله ومخلصا للوطن.

إنه التاريخ يروى في لوحة

زرقة سماء وطن

هامة تشمخ بشموخ قمم الجبال

جبل هو صخرة وطن

صخرة شماء ارتدت عنها غزوات برابرة التاريخ

وتكسرت عليها قوى شر الغزاة

جلس على ( توا طيها ) البطل العربي السوري سلطان باشا الأطرش


http://ibrahim-wardeh.com/sultan/images/Sultan/spalatrash1.jpg

شكراااا حسن


هنالك حقائق يحترمهاااااااا من قاتلنااا ويعترف بها الى الأن
فانتصاراتنا فى المزرعة والكفر وغيرها
هى الأن وغدا مفخرة ما زالت وعزة كانت
وان شاء الله ستدوم

مشكور